إذا ما اطعمت غيرك فلن اطعمك

كنت جالسا في شرفة الشقة ( البلكونة) التي كنت اسكنها ( أيام الدراسة ) ذات يوم .. ماسكا السندويتش بيدي وأتأمل في هذا الكون .. وإذا بعصفور صغير ينطنط أمامي وكأنه يطلب مني أن أطعمه ... فقطعت له قطعة صغيرة من السندويشة ورميتها له ... وفعلا بدأ العصفور يأكل من تلك القطعة ... وما هي لحظات حتى جاء عصفور آخر ... وأراد أن يشارك زميله في قطعة الخبز والتي كانت تكفيهم جميعا وزيادة ... إلا أنه استوقفني تصرف ذلك العصفور الذي منع العصفور الجديد من أن يأكل ... وكلما أراد أن يتقدم .. يهجم عليه ويمنعه ... فقمت وتصرفت بطريقة عفوية ... فطردت العصفور وقلت بما أنك لا تريد أن تطعم العصفور الآخر فلن تأكل أنت أيضا ولو أنك أطعمته لأطعمتكم الأثنين وزدت في ذلك .... فتأملت في هذا الموقف مليا وقلت سبحان الله ... ولله المثل الأعلى ... الله يطعمنا وهو الذي يرزقنا ... فإن منعنا ذلك عن إخواننا الجياع ..فنحن لا نستحق ما عندنا ... فهو ليس ملكنا ...
وجاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما :اللهم اعطي منفقاً خلفاً, ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)) (في الصحيحين)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث أقسم عليهن ، و أحدثكم حديثا فاحفظوه : ما نقص مال عبد من صدقة..... .)

ذهبت إلى جيزان وبالتحديد في قرية مجاورة لألقي محاضرة هناك ..ولم نستطع الوصول لها بالسيارة فركبنا عربة حتى وصلنا إليها ..

وعندما دخلت إلى المكان الذي سألقي فيه كانت غرفة صغيرة جدا و النساء فيها مابين متشحة بإزار و ذات هندام بسيط والفقر ظاهر جدا .. فقلت مادام هذا حالهم فسأتكلم عن الجنة لعلهم يشتاقون ويصبرون على... ماهم فيه من البلاء ..

* وكان من أسباب دخول الجنة الصدقة ..

المهم ..بعد انتهاء المحاضرة أتتني امرأة كبيرة في السن من الذين يجلسن في مقدمة مجالس الذكر ..الطيبات ، وقالت لي تعالي أريدك فقلت لها ياخالة عندي رحلة فلا وقت لدي ولا أستطيع ..
فألحت علي فذهبت معها حتى وصلنا إلى عشة وعنزتين كان هذا بيتها وكل ماتملك ..
المهم أنها أعطتني صدقة للمحتاجين فرددتها وقلت أنت أولى بها _وهي من المستحقين للصدقة_ فقالت:يابنيتي أريد أن أدخل الجنة وليس لدي زوج أرضيه ولا أهل أبرهم و لم أصلّ حتى بلغت الأربعين من عمري وقد كنت أجهل ذلك .. ولا أملك من الدنيا إلا ماترين وأنا أريد عمل يدخلني الجنة ..

فأخذتها منها ... أتدرون كم كانت ؟!
.... هللتان ..فقط

بعد فترة سافرت مرة أخرى إلى جيزان فقابلتني امرأة وقالت أريد أن تفسري لي حلما ..
فقلت لا أفسر لا أستطيع فأصرت..
فاستمعت لحلمها ...
تقول هل تذكرين العجوز التي أخذتك إلى بيتها ؟
قلت: نعم .. نعم أذكرها ..
قالت: توفيت رحمها الله قبل سنة ورأيتها في رؤيا تقول :
يااااحمده دخلت الجنة بهللتين !!

فقلت الله أكبر .. الله أكبر ..صدقت مع الله فصدق معها

قصة منقولة لكن تتحدث عن الصدقة اعجبتي فاحببت ان اشاركها مع اعضاء المنتدى

الأخ سترة من المجهول... قصة رائعة وتدخل في القلب مباشرة ... مشكور جدا على مشاركتك ... نسأل الله عزوجل أن ينفع بها الناس .. وتكون في ميزان حسناتك

حقا قصص رائعة نتمنى لهذا النتدى الاستمرار و الدوام و ننتظر المزيد من المشاركات الرائعة



اخوكم عالم من حديد

اياد

الأخ عالم من حديد شكرا على مرورك وتشجيعك